أدمنتك

أحمِلُ هاتفي ثمّ أتركه. أُحدّق فيه. أنتظره ليرنّ فأطمئنّ أنّك تفكّر بي. حتّى في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات، أتفقد هاتفي علّه يحمل أي رسالة منك. وصلت. أبتسم. في الحقيقة، لم تفارقني هذه الابتسامة البلهاء منذ التقينا. أكتب كم اشتقت إليك. أخاف من مشاعري هذه، فأمحي الجملة. أكتب أيّ شيء. أتأمّل محادثتنا وأنتظر أن تردّ.

Image
عليّ أن أعترف.

أغنية محمد منير تلعبُ في الخلفيّة. “يلي انت حُبّك حُرّيّة”، يقول. أبتسم. أدندن معه: “ضمّيني خديني أنا لاجئ ولأوّل مرة أكون صادق…”. أحبّ صوتكَ أيضاً حين تغني. هلاّ غنّيتَ لي “عم بحلم Continue reading

رَجُل

يقولون أنّ الحُبّ هو أسمى المشاعر، لا قبله، ولا بعدُه. يقولون أنّه صعبُ المنال، وأن الجميع يريدون الحصول عليه، لكنّه نادر الوجود. يتحدّثون عنه في طيّات صفحاتهم الالكترونية، وينشدونه في كلمات يلحّنوها ويرقصون على نغماتها.

لاجئ

Continue reading

عن الخوف.. من كوني أنثى!

أمشي في بيروت، وأنا متمسّكة بحقيبتي، أضع نظاراتي الشمسية السوداء، لأستطيع أن أترقب نظرات من هم حولي دون أن يستطيع أحدٌ منهم معرفة اتجاه نظراتي. أمشي بخطواتٍ سريعة، أصعد في التاكسي و”يديّ على قلبي”، أفتح الشباك كلّه حتى وان كان الطقسُ ماطراً، أصلُ الى مكان وجهتي، أتلفّت خلفي مرتين لأتأكد من ان أحدًا لا يلحق بي، وأصعد. أفتح الباب، وأدخل… أنا الآن في أمان!

خلال المشي في الشارع، أرى وحشًا بفترسني، يحشرني في الزاوية ويغتصبني. أتخيّل لصّاً يقتلعُ حقيبتي منّي ويسرقها، مهما كان ما فيها قليلاً.. أرى نظراتٍ تغتصب كلّ ما فيّ.

كلّما اقترب أحدهم مني، ازدادت دقّات قلبي. فأنا أتخيل، مثلاً، شخصاً مريضاً يضربني دون أن أي سبب.

قد يستغرب البعض ما أرويه، وقد يعتقد البعض الاخر أني أبالغ. وقد يرى آخرون أني فقط فتاة من هؤلاء اللواتي يعادين الرجال، دون أي مبرّر.

نعم لاقرار قانون حماية النساء من العنف الاسري

نعم لاقرار قانون حماية النساء من العنف الاسري

كلا. لستُ بمبالغة، انا فقط أعاني من تبعات ما واجهته.

فكيف أنسى ذلك الشابّ الذي كان يجلس على دراجته النارية تحت “جسر حرقوص” في الضاحية الجنوبية لبيروت وهو عارٍ ويمارس عادته السرية في وضحِ النّهار وأمام جميع المارة؟

وكيف أنسى ذلك اليوم الذي عدت فيه الى منزلي، وإذ بشخص على دراجة نارية يمسك بي من “ثدياي” ويحاول نشلي؟

أم كيف أنسى تلك اللحظات التي وقفتُ فيها لأحمي أمي من أبي؟ وكيف أنسى عندما “أنقذني” إبن جيراننا من بين يديه قبل الموت بلحظات؟ الوالد كان عنيفاً، ماذا عن الغرباء؟

وإن نسيت ذلك كلّه، كيف أمنع نفسي من التأثر بأخبار الاغتصاب والتحرش والختان والقتل والعنف وما يُمارس بحقّ نساء العالم كلّ يوم؟

أصبحتُ أخاف. أخاف مما أتخيّله، من “مخيّلتي”.

خوفي هذا، لا يمكن ان يُبدّده أي علاج من أي نوع. هذا الخوف يحتاج الى الشعور الأكيد بالاطمئنان.. وفي بلدي، لا شيء يحميني من العنف الاسري، من الاغتصاب، من أي نوع من أنواع العنف أو الاضطهاد أو العنصرية التي قد تمارس ضدي.  فكيف أشعر بالاطمئنان بظل غياب القوانين التي تحميني؟

هل يتخيّل أحدٌ معي مثلا، لو كان هناك قانون يحمي النساء من العنف الأسري، كم سنة من العنف – بكلّ أنواعه – كانت وفّرت أمي، دون أن تخاف على مستقبل بناتها الصغار إذا غادرت المنزل؟

أقرّوا القانون.

عن الخوف من المخيّلة

أمشي في بيروت، وأنا متمسّكة بحقيبتي، أضع نظاراتي الشمسية السوداء، لأستطيع أن أترقب نظرات من هم حولي دون أن يستطيع أحدٌ منهم معرفة اتجاه نظراتي.

إلى أين؟

أمشي بخطواتٍ سريعة، أصعد في التاكسي و”يديّ على قلبي”، أفتح الشباك كلّه حتى وان كان الطقسُ ماطراً، أصلُ الى مكان وجهتي، أتلفّت خلفي مرتين لأتأكد من ان أحدًا لا يلحق بي، وأصعد. أفتح الباب، وأدخل.


أنا الآن في أمان!

Continue reading